Home

فوز اتحادات كاليفورنيا بالمركز الأول في تنظيم استخدام ثاني الأستيل المصنف ضمن الإضافات الغذائية الخطرة – النجاح المحلي يعكس الفشل العالمي في تنظيم استخدام الإضافات الغذائية

02.04.11 News
نسخة للطباعة

نجح الدفع القوي الذى بذلته اتحادات كاليفورنيا نحو تنظيم استخدام ثاني الأستيل شديد السمية في مواقع العمل في وضع معايير جديدة ومشددة داخل ولاية كاليفورنيا ورغم أن مبادرة كاليفورنا لم تأتي بمعايير مشابهة على المستوى الفدرالي، إلا أن السلطات الفدرالية قامت بتوسيع قاعدة الضوابط الارشادية المحدودة والإرادية لتشمل بدائل ثاني الأستيل المميتة أيضاً بينما يظل الأمر كما هو على صعيد الاتحاد الأوروبي الذي لم يبالي حتى بإصدار تقرير عن الأمان الحيوي خاص بهذا الخطر المميت في مكان العمل.

ويستخدم ثاني الأستيل (وهو مركب بيوتين دايون و2.3 بيوتين دايون) إما منفرداً أو مع كيماويات أخرى كإضافة غذائية ونكهات صناعية في العديد من منتجات الألبان (مثل الزبدة والجبنة ألخ) وكإضافة صناعية ملونة باللون البني (مثل الكراميل والبترسكوتش والسكر الداكن والمابل ونكهات القهوة) وبعض نكهات الفاكهة والفانيليا والشاي بالإضافة إلى عدد كبير من النكهات الأخرى.

ويرتبط ثاني الأستيل بمرض رئوي نادر وخطير ويعرف بإلالتهاب السددي في الشعب الدقيقة (bronchiolitis obliterans) ويعرف هذا المرض في الولايات المتحدة بإسم رئة عاملي الفشار (popcorn workers lung) بعدما انتشرت موجة من هذا المرض وسط العاملين في صناعة الفشار بنكهة الزبدة للاستخدام في أفران الميكروويف المنزلية إذ يستخدم هذا المركب بكميات وفيرة وتركيز كبير في تلك الصناعة.  ويتميز هذا المرض بسرعة تدمير الشعب الدقيقة والمسارات الهوائية الدقيقة في الرئة مما يترتب عليه تدهور في القدرة على التنفس بعد ما كان يتم تشخيصه خطأ بربو أو امفزيما الرئة.

وقد شاع استخدام ثاني الأستيل منذ عقود طويلة كإضافة غذائية تدرج على غلاف العبوات بمسمى "نكهة صناعية" أو "نكهة الزبدة الصناعية" إذا ما تم تمييزه ونظراً لغياب أي ضوابط لتسجيل البيانات على غلاف العبوات الغذائية، فإننا نجهل مدى تعرض العاملين لهذا المركب عالمياً.

كما يستخدم ثاني الأستيل في عدد كبير من النكهات الغذائية المضافة للمأكولات المجمدة والسريعة (ومنها فشار الميكروويف وشرائح البطاطس والذرة) والحلوى والمخبوزات ومنتجات الألبان (ومنها الجبن المطبوخة والقشطة المرة وجبن القريش) وخلطات الخبز التجارية والمكملات وإضافات السلطات والصوص ومأكولات الحيوانات المنزلية والأغذية والمشروبات المعالجة ويقدر العلماء الأمريكيون أن هذا المركب يستخدم في صناعة نحو 6000 من المنتجات التجارية واسعة الانتشار.

كما يمثل ثاني الأستيل خطراً للعاملين في المطاعم والمطابخ التجارية لانتشاره في الزبدة الصناعية والمرجرين وزيت التحمير وزيوت الاسبراي حيث أنها تطلق أبخرة سامة عندما تتعرض للحرارة العالية أثناء الطهي.

وبانتشار الاصابة بمرض رئة الفشار في الولايات المتحدة، قررت اتحادات الصناعات الغذائية ضمن منظمة العمل الدولية دفع السلطات المحلية لإصدار تشريع للحد من استخدام ثاني الأستيل ووضع حدود صريحة لمدى التعرض له ومراقبته عن قرب رغم أنه يتطلب موافقة الوكالة الفدرالية للأمن والصحة المهنية (federal occupational safety and health agency OSHA).

وقد تعطل مشروع القانون في الكونجرس ولكن سريعا ما لجأ اتحاد العاملين في مجال الغذاء في ولاية كاليفورنا حيث يوجد نحو 20 مصنع للنكهات وصناعات كبيرة في مجال معالجة الأغذية إلى اسلوب الضغط على السلطات بالولاية لسرعة اصدار معايير ضابطة قانونية لاجبار اصحاب العمل بتخصيص مناطق عازلة لمعالجة الأغذية بثاني الأستيل لحين صدور قرار بعزل الأماكن تماماً. وتتضمن معايير الأمن الصناعي وضع برنامج كتابي لمراقبة العمل بثاني الأستيل وضوابط لتسجيل البيانات على غلاف الأغذية ومراقبة مستوى التعرض بصفة دورية بالإضافة إلى ضرورة ارتداء المعدات الواقية واجهزة التنفس الصناعية حسب تركيز التعرض لهذا المركب وتوفير التدريب والمتابعة الصحية للعاملين على نفقة اصحاب العمل.

وقد لجأت بعض الشركات الصناعية الكبرى لانتاج فشار الميكروويف دون ثاني الأستيل بعد ما زادت الدعاوى القضائية من قبل المصابين بمرض رئة الفشار وتزداد المخاطر إذ أن العديد من بدائل ثاني الأستيل ترتبط كيميائياً بثاني الأستيل وقد تمثل خطراً ساماً على الرئة بنفس القدر ومنها مركبات (2,3-pentanedione, 2,3-hexanedione, 2,3-heptanedione, acetoin, diacetyl trimer).

وقامت وكالة الأمن والصحة المهنية في الولايات المتحدة في يناير 2011 بتوسيع نطاق البرنامج القومي للعمل لتشمل ضوابط الأمن كافة مصانع فشار الميكروويف التي تعمل ببدائل ثاني الأستيل ولكنها جهود غير ضابطة شرعياً سواء كانت على صعيد هذا البرنامج أو الضوابط الخاصة بالنكهات الغذائية والمستويات الآمنة للتعرض لها.

ويملي البرنامج على الحكومة الأمريكية أن تحتفظ بسجل للمصانع المنتجة لفشار الميكروويف حيث يتعرض بها العاملين لخطر ثاني الأستيل بينما تظل الجهات التنظيمية والتجارية والمسئولة عن الأمن الغذائي في الأتحاد الأوروبي تعترف بانتشار استخدام ثاني الأستيل في الصناعات الغذائية والاضافات الغذائية دون أن تعلن اية تفاصيل عن استخدام ثاني الأستيل من عدمه أو عدد العاملين الذين يتعرضون له أو وسائل المراقبة الصحية والأبحاث التي تجرى في مكان العمل لمجابهة هذا الخطر المهني الصحي.

كما لا تذكر ضوابط الصحة المهنية في الاتحاد الأوروبي أي تفاصيل عن حدود التعرض لثاني الأستيل الذي لم يتم تقييم مخاطره عن طريق الاستنشاق وبطرق التعرض الأخرى في مراحل التصنيع ولم تحدد التشريعات الأوروبية الخاصة بالنكهات الغذائية أي مستويات أو تصنيفات للأغذية المسموحة وأعلنت أجهزة الأمن الغذائي الأوربية مؤخراً أن الوكالة قد أقرت بأمان ثاني الأستيل رغم عدم اجراء أي تقييم حديث له وأنها لا تنوي اجراءها في وقت قريب وأن التقييم لا يخصها وأنه لا يتعدى قياس درجة التعرض عن طريق الفم دون النظر إلى مخاطر الاستنشاق.

ويعد هذا الشلل التشريعي في مواجهة هذا القاتل في مجال العمل تضارباً مع المعايير الصارمة في كاليفورنيا.

أضغط هنا لتقرأ على آخر أنذار للاتحاد الدولي عن الصحة والأمان (بالانجليزية) الذي سوف يطلعك على كافة المعلومات الخاصة بهذا الموضوع واقتراحات العمل التنظيمي.