Home

الحظر الفرنسي علي مادة البيسفينول السامة ينبغي أن يبعث علي إتخاذ إجراء تنظيمي واسع

22.12.12 Editorial
نسخة للطباعة

صوت البرلمان الفرنسي يوم 13 ديسمبر علي حظر إستخدام مادة البيسفينول أ في تغليف أغذية الرضع إعتباراً من الاول من يناير ومن كافة الاطعمة التي تتصل هذه المادة بتغليفها بداية من 2015 والبيسفينول هو مركب كيميائي يستخدم علي نطاق واسع في تصنيع البلاستيك المقوي والراتينج الإيبوكسيدي "مادة صمغية" تستخدم لطلاء دواخل معظم علب الأغذية والمشروبات ، والبيسفينول مادة تؤدي لإختلال نظام الهرمونات في الجسم كما يؤدي إلي آثار صحية سلبية وحادة علي نمو الأجنة والأطفال الصغار والكبار.

وقد قام الأتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الآخري بحذر إستخدام البيسفينول في زجاجات الأطفال الرضع إلا انها سمحت به في أغذذيتهم ، وتعتبر اليابان وحدها من بين الدول الصناعية التي بدأت مرحلياً بحذر إستخدامه في تغليف الأغذية منذ 1998.

وفي الوقت ذاته لم تتم دراسة المخاطر المهنية التي تحتويها هذه المادة علي عمال تصنيع الأغذية والمتعاملين في التغليف بهذه المادة إلا أن دراسات نوعية جرت علي عدد قليل من القطاعات وأشارت إلي وجود مخاطر حادة علي العمال بما في ذلك خطر الإصابة بسرطان الصدر وخاصة بين المتعاملين بالتعليب ومعالجة الأغذية حيث يتعرضون لها من خلال الإستنشاق او من خلال طعام المستهلكين ويتعرض ملايين من عمال تجارة التجزئة حول العالم بشكل واسع لهذه المادة من خلال إستخدامها كطلاء علي الورق الحراري والذي يستخدم لطباعة إيصالات التجزئة ويتحول بدوره إلي الجلد ويخترقه بعمق ويتم إمتصاصه في الدم.

وقد صدر القانون الفرنسي إستجابة لدراسة قام بها الجهاز الوطني للأغذية والصحة المهنية والبيئية ، وبالرغم من الدليل العلمي الدامغ علي سمية هذه المادة إلا أن الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء مثل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية قد رفضت إتخاذ أي إجراء يتعدي زجاجات الأطفال الرضع ، ويتطلب القانون جهوداً تنظيمية واسعة النطاق للحد من التعرض لهذه المادة الضارة وأن يجري تركيز الانتباه علي عدد لا بأس به من المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات والطحالب المستخدمة بشكل واسع والتي مازال يجري إستخدامها لتدمير حياة وصحة عمال الزراعة.