Home

إضراب الطلبة العمال فى مصنع هيرشى لتصنيع الشيكولاتة بالولايات المتحدة يفضح الزحف القذر للتعقادات الخارجية والاستغلال

08.09.11 News
نسخة للطباعة

اعتصم ما يزيد على ثلاثمائة عامل أجنبى ثم توقفوا عن أداء وظائفهم فى مصنع لتوزيع الشيكولاته فى مدينة بالميرا بولاية بنسلفانيا يوم السابع عشر من أغسطس (آب) للتعريض وإلقاء الضوء على الزحف القذر للاستغلال وسوء استخدام السلطة بشكل فج فى مصنع هيرشى لتصنيع الشيكولاتة. وهؤلاء الطلبة العاملين ينتمون لدول مختلفة مثل الصين ومولدوفا ونيجيريا وتركيا وأوكرانيا حضروا للولايات المتحدة بتأشيرات دخول لمرة واحدة ضمن برنامج مزعوم تم وضعه لتمكين الطلبة الأجانب من أن يتعلموا ثقافة الولايات المتحدة من خلال برنامج لمدة شهرين للعمل والسفر وكانوا يحصلون على رواتب تتراوح من ثلاثة إلى ستة آلاف دولار أمريكى للطالب الواحد نظير ميزة العمل فى ورديات على مدار اليوم الكامل مع رفع صناديق ثقيلة من شيكولاتة هيرشى المشهورة وتعبئتها بشكل سريع.

وكان يتم دفع ثمانى دولارات عن الساعة الواحدة للعمال الذين يؤدون نفس الوظائف التى كان يؤديها سابقا أعضاء النقابة إلا أن الإيجار الباهظ لمساكن مزدحمة ودون المستوى فضلا عن الرسوم الإلزامية التى يدفعونها لشركة النقل من وإلى المصنع وكذلك معدات الحماية الشخصية والاختبارات الإجبارية للمخدرات والبطاقات الالكترونية لتسجيل الوقت كل ذلك كان يتم خصمه من مرتبات هؤلاء الطلبة العاملين حيث كان يحصل العديد من العمال على أقل من مائة دولار مقابل أربعين ساعة عمل أسبوعيا.

مما ساعد على تحويل السخط إلى إجراءات فى أوائل هذا الصيف حيث قام العمال بتوزيع التماس وقع عليه المئات واحتجوا على ظروف تشغيلهم إلا أن صاحب العمل استجاب لذلك بعقد اجتماع مقيد شارحا فيه لهم أن احتجاجاتهم قد تثمر عن فقدان تأشيرات دخولهم مما يترتب عليه ترحيلهم من البلاد، إلا أن العاملين المرتبطين بعقود مع التحالف الوطنى لعمال الضيافة والذى من خلاله تحرك اتحاد نقابات عمال أمريكا بخطى واسعة كانوا مقتنعين بأنه تم التغرير بهم وخداعهم مقارنة بعمال الولايات المتحدة والذين ينبغى أن يؤدوا هذا العمل من خلال تعاقدات دائمة ووفقا لظروف عمل لائقة.

ومن هو رب العمل لذلك المصنع؟ أليس هيرشى..! حيث كان يتم الاستعانة بعمال النقابة السابقة عن طريق تعاقدات خارجية ثلاثية الأطراف وكانت هيرشى تقف فى نهاية هذا الصف باعتبارها تتولى عملية المعالجة والتصنيع والتى تضاعفت أرباحها ثلاث مرات خلال النصف الأول من هذا العام وقامت بالتخلص من العمال المنتسبين للنقابة من خلال الإغلاقات وتحويلهم إلى منتجين ذوى أجور متدنية سواء داخل أو خارج أمريكا الشمالية وانتهى الأمر عن طريق التهريب القذر للطلبة الأجانب من الشباب تحت دعاوى التبادل التعليمى، وتقوم شركة هيرشى بعدم تشغيل عمال مدينة بالميرا كما أن لهم رقم سرى لمورد العمال، وقد أدى عدم تكامل مسئولية رب العمل إلى تدهور ظروف العمل وأحبط الانتساب للنقابة وكل هذا كان نتاج سياسة دقيقة جرى تنفيذها.

وفى عام 2002 تم إغلاق مصنع بالميرا لتغليف الشيكولاتة والذى تمثله نقابة العاملين بالحلويات والأغذية والمنضمة للاتحاد الدولى ثم أعيد افتتاحه بدون قوى عاملة منتسبة للنقابة مما حدا بالنقابة الشروع فى جهود تنظيمية لاستعادة وظائف النقابة السابقة، وقد تعاقدت هيرشى على مخازن ووحدات للتغليف أو ما شابه ذلك مع شركة إكسل وهى إحدى الشركات الفرعية المملوكة لشركة دى اتش ال الألمانية للخدمات البريدية السريعة، ولكى تضمن الشركة بقاء الموقع دون نقابة تعاقدت إكسل مع شركة أخرى لتوريد عمالة مستأجرة وتسمى شركة إس إتش إس والتى قامت بدورها بعمل تعاقدات من الباطن «المناولة» مع مجلس الرحلات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقد دخل ما يربو على 350 ألف شاب إلى الولايات المتحدة بتأشيرة دخول فردية خلال العام الماضى وهذه التأشيرة وضعت أصلا ضمن برنامج للسياحة والعمل لمدة شهرين فقط إلا أنها أصبحت دائرة مستديرة مفرغة لاستغلال العمال المهمشين فى وظائف خطيرة، ولا يزال مجلس الرحلات التعليمية بأمريكا يتولى توريد التدفق المستمر للشباب العمال على مدار العام داخل عمليات شركتى إس إتش إس اكسل وهيرشى فى بالميرا، ولذا فقد حاولت هيرشى مبدئيا التملص من مسئوليتها بأن القضية برمتها تخص «توريد العمالة» والتى لا تتعلق بها ثم ادعت شركة اكسل بأنها مسئولة فقط عن شركة إس إتش إس وأشارت بأصابع الاتهام نحو مجلس الرحلات التعليمية بالولايات المتحدة.

وبعد أسبوع من الاضراب العمالى أصبح وضع شركة هيرشى على المحك، فوفقا لما ورد فى جريدة النيويورك تايمز فإن الشركة عرضت تنظيم يوم للأحداث التعليمية فى مقر الشركة، ووفقا للمقال الثانى ذكر السيد/ كيرك سافيلى المتحدث باسم الشركة أن الشركة طلبت من المقاول أيضا الذى يدير المصنع الكبير بالقرب من بالميرا بأن يمنح الطلبة الأجانب أسبوع أجازة مدفوعة الأجر حتى يتمكنوا من السفر ورؤية الكثير من المواقع السياحية بالولايات المتحدة وأضاف قائلا: «لقد خاب أملنا عندما علمنا أن بعض الطلبة غير راضين عن برنامج التبادل الثقافى ونريد أن نضمن أن كل الطلبة يحصلون على خبرة إيجابية من البرنامج ويغادرون الولايات المتحدة وهم على وعى كامل بشركة هيرشى»، وعلاوة على ذلك أفادت جريدة محلية بأن شركة هيرشى أخبرت المتعاقدين معها من الباطن «المناولين» والذين يديرون مصانع لها بتحقيق السلام مع الطلبة عن طريق صفقة يعلنون فيها أن هيرشى ليس لديها أى سيطرة على ما يدور داخل عملياتها والتى تنتج وتغلف منتجاتها عن طريق سلاسل متعددة من المتعاقدين من الباطن.

وقد كتب الاتحاد الدولى إلى التنفيذيين بشركة هيرشى بأن إصرارهم على اقتطاع الرسوم من أجور الطلبة العمال يعتبر انتهاكا للقانون الوطنى والدولى وينبغى إعادة هذه الرسوم للطلبة مرة أخرى، ويطالب العاملين أيضا بالاعتراف بنقابتهم التى تم سرقة الوظائف منها فى مصنع بالميرا واستعادة وظائف العاملين الذين تم تسريحهم فى الماضى والحاضر وتشغيل العاطلين المحليين فى المستقبل.

وفى عام 2009 مات عاملا باليومية فى مصنع نيوجيرسى للشيكولاتة «هيرشى» ومثله مثل باقى عمال بالميرا لا يعمل لدى هيرشى ولكن تم تشغيله بواسطة وكالة إلحاق عمالة وبعد ذلك بدأت النقابة فى محاولة إنهاء التعاقدات الخارجية القذرة ولذلك لجأت الشركة إلى تدمير النقابة فى مواقع العمل وبدأت فى تهريب المهاجرين الذين يموتون أثناء العمل.